ارتبطى بطفلك منذ اليوم الأول!احرصى على أن تقتربى من طفلك منذ لحظة مولده
فى الدول التى تعتبر نامية، عادةً تضع الأم مولودها فى البيت ويعطى المولود لأمه فى أسرع وقت ممكن لكى تحتضنه. وبنمو الطفل، يستمر أغلب الوقت بالقرب من أمه فى حمالة خاصة به، وكثيراً أيضاً ما يحمل الطفل العديد من أفراد الأسرة خلال السنتين الأولين من عمره. يرضع الطفل كلما رغب فى ذلك، وينام مع أبويه وبقية أخوته فى نفس فراش الأسرة الكبير وأحياناً يستمر ذلك إلى أن يستطيع المشى. هؤلاء الأمهات ترتبطن بطريقة طبيعية بأطفالهن ولا تعرفن أية طريقة أخرى فى تربية الطفل وبدون أن تقصدن تتكون بينهن وبين أطفالهن علاقة قوية وهو ما يعود بالنفع على الأم وعلى الطفل مدى الحياة.
الأمر يختلف تماماً فى الدول التى نطلق عليها دولاً متقدمة حيث تفتقد الأم تلك اللحظات الأولى من تجربة التقارب مع طفلها. فالطفل يولد فى المستشفى وبمجرد ولادته يوضع فى سرير بلاستيك بعيداً عن أمه، وعادةً ما يقضى أولى ساعاته وأيامه مع أطفال آخرين بعيداً عن أمه فى الغرفة الخاصة بالأطفال المولودين حديثاً، وتنصح الأم بأن تبدأ فى اتباع جدول معين فى الرضاعة فى أسرع وقت ممكن، وعندما يعود المولود إلى البيت ينام فى غرفته منذ اليوم الأول، كما ينصح الكثير من الآباء والأمهات الجدد بعدم حمل الطفل إذا بكى إذا كانوا متأكدين من عدم احتياجه إلى شئ وذلك لكى لا يعتاد الطفل على ذلك. ولسوء الحظ يزداد يوماً بعد يوم عدد الأمهات اللاتى لا ترغبن فى إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية كما أنهن لا يجدن التشجيع على ذلك. لقد أثبتت الأبحاث أن الارتباط المبكر بين الأم وطفلها يعطى الدفعة الأولى اللازمة للطفل، وأن افتقاد هذه التجربة يؤثر على الطفل حتى عندما يكبر.
طرق للتقارب بينك وبين طفلك:
• بعد الولادة مباشرةً، يبقى الطفل متنبهاً حوالى ساعة قبل أن يستغرق فى نوم عميق. خلال هذه المدة، إذا سمحت الظروف، احملى طفلك على بعد 20 إلى 25 سم كأنك ترضعيه وانظرى فى عينيه. النظر فى عينى طفلك سيجعل إحساس الأمومة يتدفق بداخلك. تحدثى إلى طبيبك والممرضة قبل الولادة واطلبى منهم أن يرجئا أية إجراءات غير ضرورية مثل وضع القطرة لطفلك إلى أن تستطيعى أن تحملى طفلك وتنظرى فى عينيه لأن القطرة ستجعل رؤيته غير واضحة. إذا لم تستطيعى أن تحملى أنت طفلك لأى ظرف من الظروف فيمكن أن يقوم الأب بذلك.
• أرضعى طفلك فى أقرب فرصة ممكنة، فحتى لو لم يستطع المص فى البداية فإثارة حلمة الثدى ستجعل الجسم يفرز ال"أوكسيتوسين" وهو هرمون يزيد من تقلصات الرحم (مما يعمل على إعادة الرحم أسرع إلى حجمه الطبيعى)، كما يقلل من الدم الذى ينزل بعد الولادة. كما أن إثارة حلمة الثدى تحفز إفراز ال"برولاكتين" وهو هرمون يزيد من أحاسيس الأمومة.
• ملاطفة جلد طفلك يفيده من الناحية الطبية، ففى البداية يكون نظام تنفس الطفل غير منتظم وهذه الملاطفة ستساعده على التنفس بانتظام أكثر. بالطبع يمكن للأب أو أى فرد من أفراد الأسرة أن يحمل الطفل ويداعب جلده.
• تحدثى إلى طفلك، فالطفل المولود حديثاً يستطيع التعرف على صوتك فهو قد سمعه كثيراً أثناء وجوده فى رحمك. إن تحدثك إليه أمر يطمئنه ويعمل على زيادة الرابطة بينكما. هذا الأمر ينطبق أيضاً على الأب، فالطفل يعرف صوت أبيه أيضاً لأنه كثيراً ما سمعه وهو فى رحم أمه.
افعلى كل ما بوسعك!
نتيجة للولادة القيصرية أو أية إجراءات جراحية أخرى قد تمر بها الأم، قد لا تستطيع التقرب من طفلها بعد الولادة مباشرةً. فى بعض الحالات الأخرى، قد يولد الطفل مبتسر أو يعانى من أية حالات تعوق دون بقائه مع أمه بعد الولادة مباشرةً. لكن فى كل الأحوال لا يجب أن تفوت هؤلاء الأطفال فرصة التقارب مع أمهاتهم.
إليكما الطرق الآتية لتحقيق التقارب بينكما وبين طفلكما حتى لو كانت هناك ظروفاً غير عادية:
• إذا كنت تحتاجين لولادة قيصرية، يمكنك أن تطلبى من طبيبك الولادة باستخدام مخدر ال"ابيدورال" فبذلك تستطيعين حمل طفلك، واحتضانه وإرضاعه بعد ولادته مباشرةً.
• إذا كانت الولادة قيصرية، يمكن لزوجك أن يحضرها وإذا لم يرغب فى ذلك يمكنه أن يحمل الطفل إلى أن ينتهى الطبيب من مهمته وفى هذه الأثناء يمكنه التقرب من طفله. فلن يؤدى ذلك فقط إلى تقارب الأب وطفله ولكن سيثير مشاعر الأبوة عند الأب. يرتبط كل من الأب والأم بالطفل بطريقة مختلفة ولكن تظهر الدراسات أن الآباء الذين يرتبطون بأطفالهم منذ البداية يمكن أن يفيدوا أطفالهم مثلهم مثل الأمهات، كما سيكونون أيضاً أكثر تعلقاً بأطفالهم فيما بعد.
• إذا كان طفلك يحتاج لرعاية خاصة، يمكن أن تبقى أنت وزوجك على مقربة منه وهو فى الحضّانة. تحدثا إلى طفليكما وإذا سمح لكما الطبيب بلمسه فلتفعلا.
لم يفت الأوان بعد!
إذا لم تسنح الفرصة فى البداية للتقرب من طفلكما، لا تقلقا فالوقت ليس متأخراً، فالأبوان لديهما فرصة دائماً للتقرب من طفلهما خلال مراحل الطفولة المختلفة.
إليكما بعض النصائح لكى تقتربا أكثر من طفلكما:
• استجيبا بحساسية لطلبات طفلكما.
• استجيبا بشكل سليم، ليس أكثر مما يجب ولا أقل مما يجب.
• حاولا فهم طفلكما على أن تضعا فى اعتباركما السلوك المناسب للمرحلة السنية التى يمر بها.
• ربيا طفلكما بأسلوب يتسم بالتوجيه السليم وليس بالسيطرة